قصص منا

شرائح التدريب التوجيهي

عبد الرحمن السواس

Abdurrahman El Savas

يوم توزيع الجلاء يومٌ يبتهج فيه كل الأطفال، ولكنه يصير يوماً لا ينسَ بالنسبة لبعض الطلاب، تماماً كما رسخ ذلك اليوم في مخيلة عبد الرحمن الذي شاركنا خاطرته: "أنا عبد الرحمن السواس، أبلغ من العمر 12 عاماً. عندما اندلعت الحرب في سوريا كنت في الصف الثالث بمدينة إدلب. عندما قصفت الطائرات مدينتنا أصابنا الذعر أنا وإخواني، وأصبح الذهاب إلى المدرسة نوع من أنواع المخاطرة، وكان أبي يُصرّ على أهمية التعليم، لذا قال بأنه علينا الهجرة إلى تركيا، مثلما فعل جدي من قبل. هاجرنا كخطوة أولى أنا وإخوتي مع أبي إلى تركيا على أن يعود أبي بعدها إلى سوريا ليحضر أمي، لكن حدة القصف على مديتنا زادت حينها، مما أخر لقاءنا بأمنا ثلاثة أشهر. كان الحزن قد خيّم علينا في تلك الأيام. ولكن صادف مجيء أمي أيام بداية العام الدراسي مما جعل الفرحة بفرحتين. فسارعت أمي لتسجيلنا في المدرسة. ذهبنا إلى المدرسة وملؤنا السعادة. لكن المدرسة طلبت منا وثائق إثبات هوية للتسجيل ولكن وثائقنا الرسمية كانت كلها في سوريا، وقصت أمي على مدير المدرسة القصة، ولكنه قال إن التسجيل مستحيل دون الأوراق الثبوتية. حينها لم أتمكن من السيطرة على دموعي فأجهشت بالبكاء. وعندما هممنا بمغادرة الغرفة بائسين دعاني الأستاذ علي ودردش معي وقال لي لا تحزن، بما أنك لا تملك وثائق رسمية فلتحضر الدروس كطالب زائر وتحل ضيفاً علينا. حينها كدت أن أطير من فرط السعادة. أحببت مدرستي وأساتذتي وأصدقائي. وحصلت على دراجات عالية في كل الاختبارات. أما في يوم توزيع الجلاء كانت مشاعري مزيج من السعادة والحزن. على الرغم من أن أساتذتي كانوا يحبونني كثيراً لأنني كنت طالباً مجتهداً، إلا أنه لم يكون لدي شهادة تخرج لأنني لست مسجلاً بشكل رسمي. أما أساتذتي كانوا قد أعدوا لي مفاجئة دون أن أعلم، وجهزوا لي جلائي بخط اليد وفيه علاماتي، لا يمكنني أن أعبر عن مدى سعادتي تلك. حينها نسيت كل أحزاني التي مضت. وملأتني السعادة وأخذت شهادتي إلى البيت مبتهجاً لأريها لأمي وأبي. وفي الفصل الثاني حصلت على وثيقة الهوية بشكل رسمي وتمكنت من التسجيل في المدرسة الآن أنا أحصل على شهادة حقيقة ورسمية. أصبحت طالب في الصف السابع وأنا طالب متفوق في دروسي. أرغب في أن أصبح طبيباً. وكلّي أيمانٌ بأنني سأحقق أحلامي في تركيا".

Abdurrahman1.jpg

Abdurrahman2.jpg

abdurrahman3.jpg

abdurrahman5.jpg